Dr Heikal Mahmoud Clinic

التكميم وعلاقته بالغدة الدرقية

التكميم وعلاقته بالغدة الدرقية

عند التفكير في إجراء عملية تكميم المعدة كحل نهائي للتخلص من السمنة، قد لا يخطر ببال الكثيرين وجود عوامل داخلية تؤثر على نجاح أو فشل العملية، مثل الغدة الدرقية.
يُعد اضطراب الغدة الدرقية من الأسباب الخفية لبطء الحرق وصعوبة فقدان الوزن، بل وقد يؤدي إلى الشعور بالإحباط بعد التكميم. في هذا المقال، نناقش التكميم وعلاقته بالغدة الدرقية، ونوضح دور الهرمونات في إنقاص الوزن وأسباب ضعف النتائج لدى بعض المرضى رغم إجراء الجراحة.

التكميم والغدة الدرقية: كيف يؤثر كل منهما على الآخر؟
تهدف عملية تكميم المعدة إلى تقليل حجم المعدة وبالتالي تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض، بالإضافة إلى خفض مستويات هرمون الجوع (الجريلين)، مما يؤدي إلى نقص الوزن بشكل ملحوظ خلال أشهر قليلة.
لكن في بعض الحالات، يلاحظ المرضى بعد التكميم بطئًا في نزول الوزن أو ثباتًا غير مبرر، رغم الالتزام بالنظام الغذائي، وهنا يظهر دور الغدة الدرقية.
في حالة وجود خمول في الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، ينخفض معدل الأيض الأساسي في الجسم، مما يُقلل من قدرة الجسم على حرق الدهون، ويؤثر سلبًا على نتائج التكميم. كما أن بعض المرضى يكون لديهم خمول غير مُشخّص قبل العملية، مما يجعل فقدان الوزن أبطأ من المتوقع.
ولهذا، من الضروري إجراء تحاليل وظائف الغدة الدرقية قبل الجراحة لتقييم الحالة الهرمونية بدقة، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من أعراض واضحة مثل الإرهاق المزمن أو زيادة الوزن المفاجئة.

ما هي الغدة الدرقية؟
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة، وتُعد جزءًا من جهاز الغدد الصمّاء. وظيفتها الأساسية هي إفراز هرمونات (T3 وT4) المسؤولة عن تنظيم عملية الأيض في الجسم، أي التحكم في:
- سرعة حرق السعرات الحرارية.
- درجة حرارة الجسم.
- معدل ضربات القلب.
- مستويات الطاقة العامة.
- استقلاب الدهون والبروتينات والكربوهيدرات.
وقد يؤدي أي خلل في هذه الهرمونات إلى زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير طبيعي.

خمول الغدة الدرقية:
خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism) هو اضطراب يحدث عندما لا تنتج الغدة كمية كافية من الهرمونات، وهو أكثر شيوعًا بين النساء، خاصة بعد سن الثلاثين أو في حالات السمنة المزمنة. ومن أسبابه:
- بعض الأمراض المناعية (مثل هاشيموتو).
- نقص اليود.
- استخدام بعض الأدوية.
- استئصال الغدة أو جزء منها.
وفي حالة خمول الغدة، حتى مع عملية التكميم، يفقد الجسم وزنه ببطء وقد يعاني المريض من ثبات أو ارتجاع في الوزن لاحقًا إذا لم تُعالج المشكلة الهرمونية بشكل فعّال.

اعراض الغدة الدرقية:
تتداخل أعراض خمول الغدة الدرقية كثيرًا مع أعراض السمنة، ولهذا قد تمر دون تشخيص لفترات طويلة. وتشمل اعراض الغدة الدرقية:
- زيادة الوزن غير المبررة.
- إرهاق مستمر وانخفاض الطاقة.
- إمساك مزمن.
- جفاف الجلد وتساقط الشعر.
- برودة الأطراف.
- بطء في دقات القلب.
- اضطراب الدورة الشهرية.
- بطء في التفكير أو ضعف التركيز.
ويجب الانتباه إلى هذه الأعراض خصوصًا بعد التكميم، إذا لم يكن نزول الوزن يسير بوتيرة مناسبة.

تأثير الغدة الدرقية على الوزن:
تتحكم الغدة الدرقية في معدلات التمثيل الغذائي، وبالتالي تلعب دورًا أساسيًا في زيادة أو فقدان الوزن. وفي حال خمول الغدة:
- يصبح الجسم أبطأ في حرق السعرات، حتى مع التمارين أو الأكل القليل.
- يحتفظ الجسم بالسوائل أكثر.
- يزيد الشعور بالجوع والرغبة في تناول الكربوهيدرات.
أما في حال فرط نشاط الغدة، قد يحدث نزول وزن مفرط وغير صحي.
لهذا يُنصح دائمًا بإجراء فحوصات الغدة الدرقية قبل وبعد التكميم، خاصة إذا لاحظ المريض أعراضًا غير متوقعة.

الغدة الدرقية وزيادة الوزن وكيفية التخسيس:
عند حدوث خمول في الغدة الدرقية، ينخفض إفراز هرمونات T3 وT4، مما يؤدي إلى تباطؤ في عملية الأيض (التمثيل الغذائي). ونتيجة لذلك، يصبح الجسم أكثر قابلية لتخزين الدهون، ويقل معدل الحرق اليومي، مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في الوزن حتى مع كميات الطعام المعتدلة.

كيف انقص وزني مع خمول الغدة الدرقية؟
لفقدان الوزن مع خمول الغدة، يجب اتباع خطة شاملة تشمل:
1. علاج خمول الغدة أولًا: عبر تناول جرعات منتظمة من هرمون الثيروكسين (تحت إشراف الطبيب).
2. اتباع نظام غذائي دقيق: منخفض في السكريات والنشويات، وغني بالبروتينات والألياف.
3. ممارسة الرياضة بانتظام: لزيادة معدل الحرق وتحفيز نشاط الغدة.
4. النوم الجيد وتقليل التوتر: لأن الهرمونات الأخرى (مثل الكورتيزول) تؤثر أيضًا على الوزن.
5. المتابعة الطبية المستمرة: لمراقبة نسب الهرمونات والتأكد من فعالية العلاج.

هل جراحة السمنة آمنة لمرضى الغدة الدرقية؟
نعم، جراحات السمنة مثل التكميم آمنة تمامًا لمرضى الغدة الدرقية، بشرط أن تكون حالتهم الهرمونية مستقرة.
 قبل الجراحة، لذلك يُجري الطبيب تقييمًا دقيقًا لوظائف الغدة، ويضبط أي خلل دوائيًا، مما يُقلل من أي مضاعفات محتملة. وتُعد الجراحة خيارًا ممتازًا للمرضى الذين لم ينجحوا في خسارة الوزن رغم تنظيم الغدة والنظام الغذائي.

هل تؤثر عملية التكميم على الغدة الدرقية؟
عملية التكميم نفسها لا تؤثر بشكل مباشر على الغدة الدرقية، لأنها لا تتعامل مع جهاز الغدد الصماء. لكن نتيجة فقدان الوزن السريع، قد يُحدث تحسن في توازن الهرمونات، وتقل الحاجة لجرعات كبيرة من العلاج الدوائي في بعض الحالات.
ومع ذلك، من المهم المتابعة المنتظمة مع طبيب الغدد لضبط جرعة الدواء خلال وبعد فقدان الوزن.

معدل نزول الوزن بعد التكميم لمريض الغدة:
يختلف معدل نزول الوزن لدى مريض الغدة بعد التكميم حسب:
- مدى استقرار الحالة الهرمونية.
- الالتزام بالنظام الغذائي والرياضي.
- وجود مشكلات أخرى مثل مقاومة الإنسولين.
لكن في المتوسط، يمكن لمريض الغدة أن يفقد بين 20 إلى 30 كيلوجرامًا خلال أول 6 شهور، بشرط أن يكون خمول الغدة تحت السيطرة. وكلما تم التشخيص والعلاج المبكر للغدة، زادت فرص نجاح التكميم في تحقيق نتائج مثالية.

تجارب المتكممين اللي عندهم غدة:
أجرى كثير من المرضى المصابين بخمول في الغدة الدرقية عملية التكميم مع د. هيكل محمود، وحققوا نتائج إيجابية، بشرط الاستعداد الجيد قبل الجراحة والمتابعة المستمرة بعد الجراحة.
وفي الفيديو التالي، تحكي إحدى مريضات د. محمود هيكل تجربتها مع التكميم والغدة الدرقية.
 

نصائح لمرضى الغدة الدرقية قبل و بعد التكميم:
قبل التكميم:
- إجراء تحليل TSH وT3 وT4 وتحديد الجرعة المناسبة من الدواء.
- استقرار الحالة الهرمونية لمدة لا تقل عن شهرين قبل الجراحة.
- استشارة طبيب الغدد بجانب جراح السمنة.
- اتباع نظام غذائي متوازن لتقليل الدهون حول الكبد وتسهيل العملية.
بعد التكميم:
- الاستمرار على جرعة هرمون الغدة حسب تعليمات الطبيب.
- تجنب السكريات والكربوهيدرات التي تُضعف نتائج التكميم وتزيد من تقلبات الهرمون.
- المتابعة المنتظمة كل 3 شهور لتحليل وظائف الغدة.
- ممارسة رياضة خفيفة لتحفيز الحرق وتنظيم الهرمونات.
- عدم إيقاف الدواء بدون استشارة الطبيب حتى مع بدء الوزن ينزل.

علاج الغدة الدرقية:
يتم علاج خمول الغدة الدرقية عادة باستخدام هرمون الثيروكسين الصناعي (Levothyroxine)، بجرعة يحددها الطبيب حسب نتيجة التحاليل. ويُؤخذ الدواء على معدة فارغة يوميًا قبل الأكل بمدة لا تقل عن 30 دقيقة. وتظهر الاستجابة للعلاج تدريجيًا خلال أسابيع إلى شهور، ويُعاد ضبط الجرعة حسب التحاليل الدورية.

متى ينزل الوزن بعد علاج الغدة الدرقية؟
- يبدأ الجسم في التخلص من احتباس السوائل أولًا، ويظهر فرق في الوزن خلال 4 إلى 6 أسابيع من بداية العلاج.
- في حالات الخمول البسيط، قد يستعيد المريض نشاطه الطبيعي ويبدأ في فقدان الوزن تدريجيًا.
- أما في حالات السمنة الشديدة، فقد لا يكون علاج الغدة وحده كافيًا، ويكون التكميم هو الحل الأنسب.
ويكمن الفرق بين من يعالج الغدة فقط ومن يجمع بين العلاج والجراحة في السرعة والفاعلية في فقدان الوزن والسيطرة على الأعراض.

وختامًا:
تُعد عملية التكميم من أقوى الوسائل في مواجهة السمنة، لكنها لا تعمل بمعزل عن العوامل الهرمونية التي تحكم الجسم. والعلاقة بين التكميم والغدة الدرقية موضوع بالغ الأهمية، ويجب عدم إهماله في تقييم أي حالة تخطط للجراحة أو تعاني من نتائج غير مرضية بعدها. ومع إشراف الدكتور هيكل محمود، يتم تقييم الحالة الصحية بشكل متكامل قبل الجراحة، لضمان أفضل نتائج بأمان ودقة.

أسئلة شائعة

ما هو تحليل الغدة الدرقية؟

تحليل الغدة الدرقية هو مجموعة من الفحوصات التي تقيس مستوى الهرمونات المرتبطة بوظيفة الغدة، وتشمل:
- TSH (الهرمون المنشط للغدة): الأهم لتشخيص الخمول أو النشاط.
- T3 و T4: الهرمونات التي تُفرزها الغدة الدرقية.
وأحيانًا يُطلب تحليل الأجسام المضادة للكشف عن أمراض مناعية مثل هاشيموتو.
يتم إجراء التحليل عبر عينة دم بسيطة، ويُعتبر ضروريًا قبل إجراء عملية تكميم المعدة.

ما هي درجات خمول الغدة الدرقية؟

تنقسم درجات خمول الغدة إلى:
- خمول تحت الإكلينيكي (Subclinical): ارتفاع بسيط في TSH مع مستويات طبيعية من T3 وT4.
- خمول خفيف إلى متوسط: ارتفاع أكبر في TSH وانخفاض طفيف في T4.
- خمول شديد (قصور ظاهر): TSH مرتفع جدًا وT3/T4 منخفضان بشكل واضح.
وتستدعي كل درجة علاجًا مختلفًا بناءً على الأعراض والتحاليل.

هل خمول الغدة الدرقية مرض خطير؟

خمول الغدة ليس مرضًا خطيرًا في حد ذاته، لكنه قد يُسبب مضاعفات مزمنة إذا لم يُعالج، مثل:
- زيادة الوزن والسمنة.
- ارتفاع الكوليسترول.
- اضطرابات في القلب.
- مشاكل في الحمل لدى السيدات.
لكن مع العلاج المنتظم، يمكن السيطرة على الحالة تمامًا.

هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية؟

في معظم الحالات، يكون خمول الغدة الدرقية مزمن ويتطلب علاجًا دائمًا. ويكون الهدف من العلاج هو تحقيق توازن هرموني وليس الشفاء الكامل. لكن في حالات نادرة (مثل الخمول المؤقت بعد الحمل أو نتيجة التهابات فيروسية)، قد تعود الغدة لوظيفتها الطبيعية.

من هم الممنوعون من عملية التكميم؟

يُمنع إجراء عملية التكميم في الحالات التالية:
- مرضى الغدة الدرقية غير المسيطر عليها (TSH مرتفع جدًا).
- من لديهم اضطرابات نفسية غير مستقرة.
- من يعانون من أمراض قلبية أو تنفسية شديدة.
- الحوامل أو من يخططن للحمل خلال 6 شهور.
- المرضى الذين لا يلتزمون بالعلاج أو النظام الغذائي.
لكن بعد استقرار الحالة، يمكن إجراء التكميم بأمان شديد تحت إشراف الطبيب المتخصص.

هل تمنع الغدة الدرقية نزول الوزن بعد التكميم؟

لا تمنع الغدة الدرقية نزول الوزن بعد التكميم، لكنها قد تبطّئ من وتيرة النزول إذا كانت غير مستقرة أو لم تُعالج جيدًا. ومع ضبط الجرعة الدوائية واستمرار المتابعة، يمكن لمريض الغدة أن يحقق نتائج ممتازة بعد الجراحة.